الأحد، 17 أبريل 2011

ثالثاً: سمات الاتصال من المنظور الإسلامي



للاتصال بين المسلم والمسلم وبين المسلم وغير المسلم، وبين المسلم ورب العرش العظيم مجموعة من السمات يمكن الاستدلال على بعضها من الكتاب والسنة النبوية المطهرة كما توضحها النقاط التالية:

    1. أن يتوفر حسن الظن في الاتصال بين المرسل والمستقبل:

حسن الظن من الأمور الهامة التي يجب أن تتوافر في عملية الاتصال الإنساني بين المرسل والمستقبل، لأنه أساس نجاح هذه العملية، فإذا كان هذا في الاتصال بين الناس، فما بالك في الاتصال بين الإنسان وربه من خلال الصلاة وأداء الصدقة والدعاء.

  قال رسول الله عن ربه في الحديث القدسي: "أنا عند حسن ظن عبدي بي".

    2. أن تتوفر السرية في الاتصال:

عندما يعبد الإنسان ربه في السر ويناجيه ويتقرب إليه، فتكون العبادات والصلوات والصدقات أكثر صدقاً بعيداً عن العلن والجهر، فهذا أرقي وأسمى أنواع الاتصال.
قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه".

والاتصال الإنساني يحتاج أيضاً إلى السرية في بعض مواقفه مثلاً: المواقف التي تتعلق بالصالح العام، مع العلم أن هناك مواقف اتصال تحتاج إلى الجهر والإعلان، ولقد نهى الإسلام عن إفشاء الأسرار في الأحاديث أو نقلها بين الناس.

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة".

     3. أن يتوفر في الاتصال القول الحسن وقول الخير والبعد عن القول الباطل أو الصمت:

 قال الله سبحانه وتعالى: 

 ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (18) (سورة الزمر، آية 17-18)


وأسمى درجات الاتصال التي يمارسها المسلم مع ربه تكون من خلال  الصلاة والأذكار والأدعية عندما يلتقي المسلم مع ربه تقرباً وتضرعاً وأملاً في قبول مطلبه. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً ، أو ليصمت"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبداً تكلم فغنم أو سكت فسلم".

جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يدخلني الجنة قال: "أطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان".

 قال الله سبحانه وتعالى:
 ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  (سورة ق، آية 18)
                                                      
4. أن تتوفر الشفافية والتأثر وقوة الاتصال الإيماني بين العبد وربه:

عندما يستمع المسلم إلى تلاوة القرآن الكريم في المذياع أو في التليفزيون نلاحظ التأثر والروحانية وصفاء النفس، ويصل التأثر إلى درجة البكاء ويتضح هذا في الآيات القرآنية الكريمة:
 قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْهَادٍ (سورة الزمر، آية 23) 
وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(سورة المائدة، آية 83)

وفي الحديث الشريف قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله".


    5. البعد عن الثرثرة والتكلف في الاتصال:

 قال صلى الله عليه وسلم: "إن أبغضكم إلى وأبعدكم مني مجلسا الثرثارون، المتفيهقون المتشدقون في الكلام".

 ويقول صلى الله عليه وسلم: "أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف".

    6. أن يخلوا الاتصال من السخرية:

 قال الله تعالى:
  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(سورة الحجرات، آية 11)

    7. أن يتوفر في الاتصال الصدق وعدم الكذب:
 قال الله تعالى: 
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (سورة المؤمنون، آية 8)

 قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والكذب فإنه من الفجور وهما في النار".

 وقال صلى الله عليه وسلم: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب".


 وبعد استعراض سمات الاتصال من المنظور الإسلامي، ارسلي إجابتك عن السؤالين التاليين:
1. إلى أى مدى تتوافر سمات الاتصال من المنظور الإسلامي في عملية الاتصال التي تحدث داخل الفصل الدراسي بين المعلم والطالب؟
2. اعرضي سمات أخرى لعملية الاتصال ترينها مناسبة من وجهة نظرك.

هناك تعليق واحد:

  1. إجابة الطالبتان :سارة حسين الحسين – العنود عبدالله الناصر

    السؤال الاول : إلى أى مدى تتوافر سمات الاتصال من المنظور الإسلامي في عملية الاتصال التي تحدث داخل الفصل الدراسي بين المعلم والطالب؟
    الاجابة الاولى:
    1- أن تتوفر حسن الظن في الاتصال بين المعلم والطالب.
    2- أن يبتعد المعلم عن التكلف بالكلام والثرثرة بالاتصال داخل الفصل الدراسي .
    3- أن يخلوا الاتصال من السخرية بين المعلم والطالب.
    4- أن يتوفر في الاتصال بين المعلم والطالب الصدق وعدم الكذب.
    5- الاحتفاظ بالسرية في الكلام في الاتصال.
    6-أن يتوفر في الاتصال القول الحسن وقول الخير والبعد عن القول الباطل أو الصمت.
    7- أن تتوفر لدى المعلم القدرة على الشفافية والتأثر وقوة الاتصال الإيماني بين العبد وربه.

    السؤال الثاني: اعرضي سمات أخرى لعملية الاتصال ترينها مناسبة من وجهة نظرك.
    الاجابة الثانية:
    1- أن يتجنب المعلم الانطباعات السلبية والاراء او مايقصد بالخلفية العامة تجاه الطالب .
    2- ان يراعي المعلم او الطالب مكانة كل منهما وتبادل الاحترام والتقدير.
    3- ان يراعي المعلم الظروف او الحالة النفسية والفروق الفردية بين الطلاب .
    4- ان يراعي المعلم بعملية الاتصال الوقت والمكان المناسب للتعليم وتهيئة ظروف بيئية تعليمية مناسبة للدرس.
    5- ان يكون المعلم متمكنناً من اداء عملية الاتصال بشكل متقن .
    6- ان يستخدم المعلم مصطلحات واضحة يستطيع الطالب فهمها وعدم استخدام العبارات الغامضة او الغير مناسبة لعمر الطالب.

    ردحذف